عدد الرسائل : 1 الدولة : تاريخ التسجيل : 10/11/2008
موضوع: هل هبت عواصف أفغانستان على واشنطن؟ الإثنين نوفمبر 10, 2008 2:52 am
هل هبت عواصف أفغانستان على واشنطن
السلام عليكم ورحمة الله
هل هبت عواصف أفغانستان على واشنطن
نعم هذا ما يجب أن نذكرة لقد هبت رياح التغير في أمركا واعتلى الأسود كرسي عرش البيت الأبيض وفرشه
وتنحى الجمهوريون الترس الأحمر وصاحب الذراع السوداء في منطقة العالم الإسلامي وأتى من يسمون بالمعتدلين وما هم بذلك ولكن من وراء ذلك ؟
لم تكن حادثة البرجين بالأمر الهين واليسير على أمركا ولم تكن كذلك بالأمر اليسير على حكومة كابول آن ذاك فهل كان يجهل المحنك في جبال تورا بورا ما قد سيحدث ؟ الإجابة المفاجئة هي : لا لم يتفاجأ بن لادن بذلك بل كان يعد لذلك فقد إستخف شرطي العالم بذلك الحكيم صاحب اللحية البيضاء...حينما أومأ بن لادن لرجاله بضربة شرسة ترتج لها أمركا والعالم ليأخذ تيار المتعصبون الجمهوريون إلى وكره الذي درسه وعهده ليسقط فيه ذلك النمر الكرتوني كما أسقط من قبله الدب الروسي في وكر هو الأدرى بدهاليزه لتفاجأ أمركا بنفسها في مستنقع ضحل يصعب الخروج منه دون أن تتلطخ الوجوه فيه في معركة حسمت في النهاية دون أدنى شك لصاحب العمامة البيضاء
ثم يسبق جيش الإحتلال الأمريكي إلى العراق ليقابلهم بالورود المفخخة وباقات القنابل المؤقتة لتحصد الآلاف من أبناءه والمليارات من جيبه ليفقد فيها ما يعتمد إقتصاده وقوته عليه في حربين متتاليتين لم تنتهي إحداهما إلى شئ
ليتفاجئ العالم بإنهيار في الإقتصاد الأمريكي وإقتصاد كل من كان يعتمد عليها أو يتكل عليها في ذلك لتبدأ الأفعى الأمريكية في الإنكماش ويحترق شبل الكارتون وفلم هوليوود الإنجيلي في وكر صاحب العمامة البيضاء في أفغانستان ولتتمهد قوة لم يسبق لأصحاب القاعدة أن يصلوا إليها في فترة لا تساوي شيئا في حساب التوقيت
فالوقت الذي وصلت فيه أمركا للعراق كانت القاعدة تنتظرها هنالك وكأنها تمهد للقاعدة في كل مكان صولة بكل جولة تخوضها أمركا ولا عجب في ذلك إن وجدنا قوة القاعدة تزداد يوما بعد يوم وتتواجد لها شرعية وقاعدة في قلوب الناس حينما يرون البطل يهزم التنين في آخر الفلم بل ويسحبه إلى كمين كان قد أعده مسبقا....بالفعل لقد تحولت العراق إلى كمين لايمكن لأحد أن ينكر صلاحية ذلك الكمين الذي إن هدأت نيرانه فترة من الفترات كان هدؤه هو ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة النارية ومن بين تلك الأحداث تستعيد القاعدة قوتها من جديد في الكمين الأول ويتحول ذلك الكمين إلى مقر شيئا فشيئا وكأن الأمر معدود له من قبل ! في أخطر مجازفة لا يقوم بها إلا مجنون أو رجل قد سقطت بسببه أقوى قوة في العالم من قبل قوة الإتحاد السوفيتي الذي كتب فيه أحد الكتاب العرب عام 89 أنه قوة لايمكن أن تنهار إلا بعد قرن أو قرنين فلم يكتمل العقد لينحل عقد الإتحاد وينهار في معركة أفغانستان . إنهار الإتحاد السوفيتي رغم وجود معاونيه بقوة في أفغانستان فالمعادلة كانت أقوى قوة إنهارت في معركة واحدة وتفتت رهبتها إذا فلابد من إستعادة القوة مرة أخرى لكي يتم القضاء على القوة الجديدة أمركا !!!! نعم أمركا لكن هذه المرة كانت بمعركتين ضرب فيها ما تعتمد عليه أمركا ....الإقتصاد الأمريكي ذلك الوحش الذي كان يعتمد عليه معظم دول العالم حتى بعض رجال الأعمال الروس والجيش الأمركي الذي فقد روح المعنوية وفكرة الأنجلو المحارب الذي كان يراه في الأفلام أو يلعبه على ألعاب الفيديو جيم في مقاهي شيكاغو وأريزونا الشعبية
فكان السناريو الجديد الذي كتبه الظواهري وأخرجه المخرج بن لادن هو جعل الأفعى تتراجع كما تراجعت من قبلها دببة روسيا الحمراء وهو ما نجح في تمثيله رجال القاعدة ببسالة لا ينكرها إلا نائم عن الأحداث وظهرت القاعدة على السطح من جديد بعد أن كان الجمهوريون هم الجديرون بإغراقها إلا أنها عادت وبقوة ورغم تصريحات صاحب البشرة السوداء في أمركا بتركيزه على أفغانستان إلا أن الفشل بلا شك سيكون حليفه إذ أن عليه إنعاش إقتصاد متدهور ودولة مؤسسات خارت مؤسساتها التي تزين الأبراج العالية.... ببرجين فقط هما برجا التجارة العالمية رمز الإقتصاد الأمريكي
فكان الجنرال بن لادن و وزيره الظواهري يلعبان لعبة شديدة الخطورة مع أمركا .... ولو كانت أمركا تدرك حينها ومنذ البداية أن اللعب سيكون على الإقتصاد محور وروح القوة الأمريكية لتركت الثأر للبرجين منذ البداية ولكن رياح أفغانستان تأبى إلا أن تطيح بباقي أبراج ومؤسسات أمركا إقتصاديا في كل من افغانستان والعراق إن لم تتراجع الأفعى إلى وكرها في الوقت المناسب