http://aljazeeraTALK.TK الجزيرة توك الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الجزيرة توك الحر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يقظـــــة القـــــلب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلم موحد




عدد الرسائل : 15
تاريخ التسجيل : 11/11/2008

يقظـــــة القـــــلب Empty
مُساهمةموضوع: يقظـــــة القـــــلب   يقظـــــة القـــــلب Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 12, 2008 1:38 am

يقظـــــة القـــــلب

قال ابن الجوزي –رحمه الله- في كتابه الماتع "صيد الخاطر"..:"خطر لي ]خاطر] والمجلس قد طاب ، والقلوب قد حضرت ، والعيون جارية ، والرءوس مطرقة ، والنفوس قد ندمت على تفريطها ، والعزائم قد نهضت لإصلاح شئونها ، وألسنة اللوم تعمل في الباطن على تضييع الحزم وترك الحذر ؛ فقلت لنفسي : ما بال هذه اليقظة لا تدوم ، فإني أرى النفس واليقظة في المجلس متصافيان متصادقان ، فإذا قمنا عن هذه التربة ، وقعت الغربة ، فتأملت ذلك فرأيت أن النفس ما تزال متيقظة ، والقلب ما يزال عارفاً ، غير أن القواطع كثيرة ، والفكر الذي ينبغي استعماله في معرفة الله سبحانه وتعالى قد كلَّ ، مما يستعمل في اجتلاب الدنيا ، وتحصيل حوائج النفوس ، والقلب منغمس في ذلك ، والبدن أسير مستخدم ؛ بينما الفكر يجول في اجتلاب الطعام والشراب والكسوة ، وينظر في مدد ذلك ، وما يدّخره لغده وسنته ، اهتم بخروج الحدث وتشاغل بالطهارة ، ثم اهتم بخروج الفضلات المؤذية –ومنها المني- فاحتاج إلى النكاح ، فعلم أنه لا يصح إلا باكتساب كسب الدنيا.


فتفكر في ذلك وعمل بمقتضاه ، ثم جاء الولد فاهتم به وله ، وإذا الفكر عامل في أصول الدنيا وفروعها ، فإذا حضر الإنسان المجلس فإنه لا يحضر جائعاً ولا حاقناً بل يحضر جامعاً لهمته ، ناسياً ما كان من الدنيا على ذكره. فيخلو الوعظ بالقلب فيذكره بما ألف ، ويجذبه بما عرف ، فينهض عمال القلب في زوارق عرفانه ؛ فيحضرون النفس إلى باب المطالبة بالتفريط ، ويؤاخذون الحس بما مضى من العيوب ، فتجري عيون الندم ، وتنعقد عزائم الاستدراك.

ولو أن هذه النفس خلت عن المعهودات التي وصفتها ، لتشاغلت بخدمة باريها ، ولو وقعت في سورة حبه ، لاستوحشت عن الكل شغلاً بقربه ؛ ولهذا اعتمد الزهاد الخلوات ، وتشاغلوا بقطع المعوقات ، وعلى قدر مجاهدتهم في ذلك نالوا من الخدمة مرادهم ، كما أن الحصاد على مقدار البذر ؛ غير أني تلمحت في هذه الحالة –دقيقة- وهو أن النفس لو دامت لها اليقظة لوقعت فيما هو شر من فوت ما فاتها ؛ وهو العجب بحالها ، والاحتقار بجنسها ، وربما ترقت بقوة علمها وعرفانها ، إلى دعوى لي ، وعندي ، وأستحق ، فتركها في حومة ذنوبها تتخبط ، فإذا وقفت على الشاطيء قامت تجر ذيل العبودية أولى لها.
هذا حكم الغالب من الخلق ، ولذلك شغلوا عن هذا المقام ؛ فمن بذر فصلح له ، فلابد له من هفوة يراقبها عين الخوف من عقابها [رفقاً بها] ن تصح له عبوديته ، وتسلم له عبادته ، إلى هذا المعنى أشار الحديث الصحيح : ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون فيغفر لهم).رواه مسلم"أهـ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يقظـــــة القـــــلب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
http://aljazeeraTALK.TK الجزيرة توك الحر :: الأقسام العامة :: الشريعة والحياة-
انتقل الى: