أ/ رشيد حسين - الكاتب بالجزيرة وان توك الحرة
WWW.aljazeera.1talk.netمن سيتولى مهمة القضاء على القاعدة
هذا هو السؤال الآن في أمركا ....
يتسائل الأمريكيون من الحين للأخر عن المسؤلين عن تطهير العالم من القاعدة...
وأتسائل أحيانا هل القاعدة يمكن إزالتها ؟
وما الفارق بين القاعدة وحزب الله الذي أثبتت الدراسات أن محو حزب الله من الخارطة اللبنانية
أمر ممكن وأن بعض الجنرالات في الجيش الإسرائلي رفضوا الضرب الشامل لحزب الله لأنه يعني إزالة سبب من أسباب دعم وزارة الدفاع الأمريكية للترسنة الدفاعية والهجومية لحكومة تل أبيب ...
بل إن أحد المسؤلين صرح علانية بأنه لا يمكن لإسرائيل ان أتعيش بلا عدو يوحد صفها المنشق
لذا كان لا بد من وجود مجموعة من الأعداء تضمن لليهود التجمع ضده والتحالف ضده حتى لا يتفرغ اليهود لبعضهم البعض ... أو أن ترد فكرة إنقلاب داخلي بإسرائيل التي لم تحدث بها عمليات إنقلاب منذ تأسيسها ... وهو ما يعني أن هنالك عامل يجب توفره ليشتت الأفكار عن هذه الفكرة
وهي فكرة العدو الكرتوني shadows enemy وهو ما يمكن صياغته بعدو الظل
وهو عدو صغير يطلق عليه إسم BUG أي البقة أو الحشرة الصغيرة والتي يسلط عليها الضوء بقوة فتظهر على شكل وحش مفترس وبالتالي تجتمع اليهود على الحكومة خوفا منه ويتعاطف المجتمع الدولي مع اليهود على خطر تلك البقة التي يمكن محوها في خلال 24 ساعة ولكن اليهود
كانوا يريدون في الأصل زعزعة الإستقرار اللبناني بضرب البنية التحتية والتهشير أو Expose على العدو الأصلي الذي لا يراد التخلص منه في الأصل مما يعني بقاؤه وفي حال رجوع الجيش الإسرائلي فإن تلك البقة ستتسلط عليها الأضواء أكثر ولن يتدخل أحد للقضاء عليها إلا الإسرائلين
الذين نصحوا من قبل الأمريكان بعدم صنع عمليات إجتثاث أو إقتلاع للقوة التابعة لحزب الله والذي
فعلته من قبل مع العديد من المليشيات في العراق وبعض عمليات التأديب التي صنعتها مع مليشيات أخرى هنالك كانت تلاعب بها بغداد وهي إستراتيجية قديمة فعلت من قبل ... وهي تشبه طريقة الإبتزاز ....
إذا ما القضية التي تتعلق بالقاعدة ؟؟؟
رغم عدم إنتمائي لها ومهاجمتي لها في العديد من المواضيع والنقاشات إلا أنه يجب التصريح وليس الإعتراف بأن القاعدة تشكل التشكيل الهرمي لأكبر طراز من المليشيات المسلحة بل وغير المسلحة أيضا .
فالعديد منا يذكر إسم القاعدة ويقرأه في وسائل الإعلام العربي باللغة العربية والإنجليزي بكلمة al Qayeda ولكن لذلك الإسم مدلول لا ينتبه إليه إلا القليلون جدا فكلمة القاعدة في التشكيل والتعبئة للمليشيات تعني الأساس أو الركيزة وهو ما يعني أننا بصدد التعريف ليس بأكبر منظمة ...
بل بأكبر مؤسسة فالقاعدة اليوم من الخطأ قول أنه مجرد منظمة بل هي مؤسسة تتفرع منها منظمات أو منظومات إجتماعية عسكرية تقوم على أساس ديني
وليست مثل دولة إسرائيل في نشأتها عصابات تسعى لعمل مؤسسة بل العكس .....
دعونا نفصل الأمر حتى لا يلتبس الأمر على القراء وحتى لا يظن ظان أنني أمتدح في القاعدة ... فإنني إبتداءا أدين القاعدة في العديد من الأمور ولكن هنا نحن بصدد توضيح أهم الأمور ألا وهي
صعوبة تدمير القاعدة !!!
المنظمة التي تعتمد على أسلوب مؤسسة ترعى منظمات بشكل غير مركزي يصعب تفتيتها لأنها تحمل في كل منظومة إجتماعية بها الخلايا النامية التي تكفي لإنشاء تنظيم قاعدة جديد في أي مكان وتحت أي ظروف ...
ولسنا هنا بصدد التعريف بشفرة D.N.A التي بداخل خلايا أفراد القاعدة بل إننا نتكلم وتيرة متوحدة يجتمع عليها افراد تلك المنظمة مهما تم تفتيتها ...
فحينما ظنت أمركا بل وظننا جميعا أن القاعدة قد تموت بموت أو إلقاء القبض على بن لادن ...
تبددت تلك الآمال حينما فوجئنا جميعا بتنظيم القاعدة بالعراق بل وبقوة جعلت البعض يتخيل أن كل أفراد القاعدة بالعراق وكان ذلك التفكير نابعا من وجود أبو مصعب الزرقاوي وبعض من أعوانه داخل الأراضي العراقية ! وهو ما جعل فرضية وجود بن لادن في العراق فرضية ممكنة ... بل يجب أن لا تستبعد في أي لحظة فالعمليات المنفذة في وزير استان لا تعدوا إلا مجرد عمليات خاطفة
تريد إصابة خليات صغيرة تخشى أمريكا من نموها في ذلك الإقليم الذي علمت أمركا بتعاطفه وتعاطف البشتو فيه مع ذلك التنظيم وتشكيل طالبان .... بل ورغبة البعض في عودة تلك الحكومة السابقة رغم سقوطها ....
لقد أفرزت التحديات التي مر بها تنظيم كتنظيم القاعدة صعوبة تدمير ذلك التنظيم أو محوه فهو لا يستمد قوته من نظام قائم بذاته يمكن الإطاحة به أو الإنقلاب عليه أو حبس قادته بل هو أشبه بالنظام المتنامي وهو ما يشبه ورق اللبلاب الإستوائي الذي إن تركت جزءا منه نما وإن قطعت منه جزءا نما الجزء المقطوع فلا العزل يبدي معه شيئا ولا القطع يأتي معه بنتيجه ...
وحينها أتذكر كلمة بوش الذي علمت مدى حكمته حينما قال إنها مراكز تفريخ لكن المفاجأة أن هذه الحكمة كانت حكمة قاربت تسديد الرصاص في الهدف لأنها ليست مؤسسة تفريخ
أو مراكز تفريخ بل هي التفريخ ذاته وقد يضحك البعض من ذلك ولكن إذا ما رأينا ما يحدث في افغانستان وجدنا أنه لا وقت لذلك التفريخ الذي رغم وجود الحرب عليه ما زال يفرخ !!! بل وبدون توقف بل قل إنه في حال وجود حرب فإن تلك العملية تزداد رغم محاربتها في الأماكن التي يفترض أن تخرج منها !!!!
إن على المتابع للسياسة أن لا يتوقع بعد اليوم نهاية لتنظيم القاعدة بل عليه أن يتوقع وجود كيان ضخم من ذلك التنظيم ولا أظن أن ذلك الوقت سيطول كثيرا بل إني قد أطر صراحة لأن أصدم البعض بحقيقة صعبة ألا وهي أنه يجب على العالم أن يقر بوجود دولة لتنظيم القاعدة بل وإمبراطورية له تحده ويكون لها خريطة سياسية تطوق إنتشاره لأن وجوده هكذا أشبه بوجود نمر ضاري بلا قفص ...
وستكون هذه الكلمات سابقة لأوانها في نظر البعض ومحض خيال واسع في نظر البعض الآخر
لكنني سأتركها للموافقين عليها وللساكتين عليها بل وللمستهزأين بها لتمر الأيام وحينها سنجد أن الحل في التعامل مع القاعدة هو إنشاء دولة لها ورعاية تلك الدولة بل والحرص صداقة تلك الدولة وكسب ودها وأضع النقطة في الختام للمصدق وعلامة التعجب للمندهش والمكذب لكن الزمن كفيل لإثبات ذلك وأحب أن أضيف بأني بذلك أضع حلا ولست بذلك مروجا للقاعدة .!